۩{ الصوم وعبادة السر }۩
بسم الله الرحمن الرحيم
عبادة السر هي العبادة التي تكون خالصة لله تعالى وحده , بعيدة كل البعد عن الرياء والسمعة , وهذا ما يعلمنا إياه الصوم , فهو يربي النفوس على التقوى والإخلاص , وحسن المراقبة والخشية من الله تعالى وحده ,قال تعالى : \" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة .
لذا فقد جعل الله تعالى أجر الصوم منه وحده فلا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا حاسب غير الله فيحسبه , عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ , وَأَبِى سَعِيدٍ , قَالاَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ إِنَّ الصَّوْمَ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ إِنَّ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَيْنِ إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِىَ اللَّهَ فَرِحَ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.أخرجه أحمد 2/232(7174) و\"مسلم\" 3/158.
قال المناوي: \"أجزي به صاحبه جزاء كثيراً، وأتولى الجزاء عليه بنفسي فلا أكله إلى ملك مقرب ولا غيره لأنه سرّ بيني وبين عبدي، لأنه لما كف نفسه عن شهواتها جوزي بتولي الله سبحانه إحسانه\". \"فيض القدير\" (4/250).
وفي طيب ريح خلوف الصائم عند الله عز وجل معنيان:
أحدهما: أن الصيام لماّ كان سراً بين العبد وبين ربه في الدنيا أظهره الله في الآخرة علانية للخلق ليشتهر بذلك أهل الصيام ويُعرفون بصيامهم بين الناس جزاءً لإخفائهم صيامهم في الدنيا.
قال مكحول: يُروّح على أهل الجنة برائحة فيقولون: ربنا ما وجدنا ريحاً منذ دخلنا الجنة أطيب من هذا الريح فيقال: هذه رائحة أفواه الصوام.
فالعبادات كلها تستطيع إثباتها والتدليل عليها خلا الصوم , فلو أقسمت على أن فلانا قد صلى , فقلنا لك : ما الدليل على ذلك؟. قلت : كان بجواري في الصف , ساعتها نقول لك : صدقت , ولو أقسمت على أن فلاناً قد دفع الزكاة من ماله للفقراء والمحتاجين , فقلنا لك : وكيف عرفت ؟. فقلت: رأيته بعيني , لقلنا لك : صدقت , ولو قلت : إن فلاناً قد حج إلى بيت الله الحرام وأدى المناسك , فطالبناك بالدليل , فقلت : كان معي , لقلنا لك : صدقت .. وهكذا في سائر العبادات .
أما إذا أقسمت على أن فلاناً قد صام فقلنا لك : ما دليلك ؟ . صعب عليك إثبات ذلك , فمن أدراك أنه صائم ؟ .
لذا كان الصوم لله وحده لا يعرف أمره ولا سره إلا من أطلع على أسرار النفوس وخبايا الصدور .
عَنْ صَفْوَانَ ، عَن أَبي سَعِيد ، عَنِ النبِى صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ صَامَ يَومًا فِي سَبِيلِ الله ، عَز وَجَل ،
بَاعَدَ الله وَجْهَهُ مِنْ جَهَنمَ سَبْعِينَ عَامًا. أخرجه أحمد 3/45(11426. والنسائي 4/173 وفي \"الكبرى\" 2567.
فعلى الرغم أن الله تعالى قال في محكم تنزيله : \" قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) سورة الأنعام .
إلا أن الصوم له خصوصية عبادة السر التي لا يطلع عليها إلا رب العزة تبارك وتعالى .
فالله تعالى يريد من عباده أن يجعلوا عبادتهم ونسكهم خالصة له تعالى وحده حتى تقبل , في الحديث المرسل عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَقِفُ الْمَوْقِفَ أُرِيدُ وَجْهَ اللهِ، وَأُرِيدُ أَنْ يُرَى مَوْطِنِي، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَتْ: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا، وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف: 110]. البيهقي : شعب الإيمان 5/341.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : \" أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِىَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ قُتِلَ فِى سَبِيلِ اللهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِى قَالَ بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ . فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلاَنًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ . فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلاَنٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . وَيُؤْتَى بِالَّذِى قُتِلَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ فِى مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِى سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ . فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلاَنٌ جَرِىءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ . ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رُكْبَتِى فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلاَثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَة. أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (42) و\"الترمذي\" 2382 و\"النَّسائي\" في \"الكبرى\" 11824 و\"ابن خزيمة\" 2482 .
وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَاعِدًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : يُبْكِينِي شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ يَسِيرَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ ، وَإِنَّ مَنْ عَادَى ِللهِ وَلِيًّا ، فَقَدْ بَارَزَ اللهَ بِالْمُحَارَبَةِ ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الأَبْرَارَ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوْا وَلَمْ يُعْرَفُوا ، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى ، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ. أخرجه ابن ماجة (3989) ، والحاكم ( 4/328 ) ، والبيهقي أيضا في \" شعب الإيمان \" ( 2316/1 ) الألباني انظر حديث رقم : 2029 في ضعيف الجامع
وفي الصحيح من حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: \"لأعلمنَّ أقوامًا مِن أمتي يومَ القيامةِ يأتون بحسناتٍ كأمثالِ الجبال بِيضًا، يجعلُها اللهُ هباءً منثورا\". قال ثوبان: صفهم لنا أنْ لا نكون منهم يا رسول الله! قال: \"أما إنهم إخوانُكم، ومن جِلدَتِكم، ويأخذون مِن الليلِ كما تأخذون، لكنهم إذا خَلَوا بمحارمِ اللهِ انتهكوها\".أخرجه ابن ماجه ( 4245 ) ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5028 في صحيح الجامع .
يروى أن مسلمة بن عبد الملك كان في جملة من الجند يحاصرون إحدى قلاع الروم ، وكانت محصنة والدخول إليها صعباً إلا من نقب فيها تخرج منه أوساخ المدينة ، فوقف مسلمة ينادي في الجند : من يدخل النقب ويزيح الصخرة التي تحبس الباب ويبكر حتى ندخل فقام رجل قد غطى وجهه بثوبه وقال إنا يا أمير الجند ودخل النقب وفتح الباب ودخل الجند القلعة فاتحين .. وبعدها وقف مسلمة بين الجند ينادي عن صاحب النقد حتى يكرمه على ما فعل ، وكان يردد من الذي فتح لنا الباب فما يجيبه احد ! فقال أقسمت على صاحب النقب أن يأتيني في أي ساعة من ليل أو نهار . فطُرق باب مسلمة طارق ليلاً ، فيلقاه مسلمة مستبشراُ أنت صاحب النقب فقال الطارق هو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه . قال مسلمة وما هي . قال : ألا ترفع اسمه لدى الخليفة ولا تأمر له بجائزة ولا تنظر له بعين من التمييز ، قال مسلمة افعل له ذلك . فقال الطارق أنا صاحب النقب وانصرف وترك جيش مسلمة ذاهبا إلى سد الثغور في أماكن أخرى\" ( ابن منظور : مختصر تاريخ دمشق 7/273 ) .
لذا فإن الصوم يربينا ويعلمنا على أفضل العبادات : عبادة السر , يقول ابن القيم - معلقاً على عبارة أمير المؤمنين : \" ومن تزين بما ليس فيه شانه الله \" : \" لما كان المتزين بما ليس فيه ضد المخلص ، فإنه يظهر للناس أمراً وهو في الباطن بخلافه ، عامله الله بنقيض قصده ، فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعاً وقدراً ، ولما كان المخلص يُعجَّل له من ثواب إخلاصه الحلاوة والمحبة والمهابة في قلوب الناس ، عجَّل للمتزين بما ليس فيه من عقوبته ، أن شانه الله بين الناس ، ؛ لأنه شان باطنه عند الله ، وهذا موجب أسماء الرب الحسنى وصفاته العليا \" ( إعلام الموقعين : 3/180).
ورضي الله عن عمر الفاروق القائل : \" فمن خلصت نيته في الحق ، ولو على نفسه ، كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن تزّين بما ليس فيه شانه الله \" .
قال ابن أبي عون: صام داوود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله ،،كان يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطريق, قال ابن الجوزي :فيظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت ويظن أهله أنه قد أكل في السوق.التذكرة الحمدونية 1/51.
فكما أن هؤلاء قد أخلصوا لله تعالى في صومهم فإنهم أيضا يجب أن يخلصوا له في سائر عبادتهم , فيخلصون له في صلاتهم ويجعلونها له سبحانه وحده , لذا كانت صلاة الليل من أفضل الصلوات لأنها تكون سراً بين العبد وربه , وقال تعالى في وصف المؤمنين المتقين : \" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) سورة الذاريات .
عن سهل بن سعد أإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : \" أتاني جبريل ، فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت أحبب من شئت ، فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل عزه استغناؤه عن الناس \" .أخرجه الطبراني في \" الأوسط \" ( 1 / 61 / 2 و أبو نعيم في \" الحلية \" ( 3 / 253 ) و الحاكم ( 4 / 324 - 325 ) و قال : \" صحيح الإسناد \" ! و وافقه الذهبي ! الألباني في \"السلسلة الصحيحة\" 2 / 505.
عَنْ زَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ ، يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: ثَلاَثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ ، وَثَلاَثَةٌ يَبْغَضُهُمُ اللَّهُ ، فَأَمَّا الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ ، فَرَجُلٌ أَتَى قَوْمًا فَسَأَلَهُمْ بِاللهِ ، وَلَمْ يَسْأَلْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ، فَمَنَعُوهُ ، فَتَخَلَّفَ رَجُلٌ بِأَعْقَابِهِمْ فَأَعْطَاهُ سِرًّا ، لاَ يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إِلاَّ اللَّهُ وَالَّذِي أَعْطَاهُ ، وَقَوْمٌ سَارُوا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ النَّوْمُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِمَّا يُعْدَلُ بِهِ ، نَزَلُوا فَوَضَعُوا رُؤُوسَهُمْ ، فَقَامَ أَحَدُهُمْ يَتَمَلَّقُنِي وَيَتْلُو آيَاتِي ، وَرَجُلٌ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ ، فَلَقِيَ الْعَدُوَّ فَهُزِمُوا ، وَأَقْبَلَ بِصَدْرِهِ حَتَّى يُقْتَلَ ، أَوْ يُفْتَحَ لَهُ . وَالثَّلاَثَةُ الَّذِينَ يَبْغَضُهُمُ اللَّهُ : الشَّيْخُ الزَّانِي ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ ، وَالْغَنِيُّ الظَّلُومُ. أخرجه \"أحمد\" 5/153 (21682) و\"التِّرمِذي\" 2568 و\"النَّسائي\" 3/207 و5/84 ، و\"ابن خزيمة\" 2456 و2564 و\"ابن حِبان\" 3349.