المدير العام Admin
عدد المساهمات : 3908 تاريخ التسجيل : 27/02/2013 العمر : 33 الموقع : https://www.facebook.com/aljenral.tito?ref=tn_tnmn
| موضوع: فرصتك الذهبية الجمعة يونيو 14, 2013 2:11 am | |
|
قال تعالى : ({وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } ترى ما هذه النعمة التي أمر الله رسوله صلى الله عليه و سلم أن يحدث بها ؟ أهي الأموال الطائلة و الكنوز العظيمة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام و الحرث ؟ كلا فلم يكن النبي صلى الله عليه و سلم من أهل الغنى و الثراء بل كان يشبع يوماً و يجوع يوماً يمر الشهر و الشهران لا يوقد في بيته نار ، ليس له طعام إلا الأسودان التمر و الماء و ربما ربط على بطنه حجرين من شدة الجوع و ربما تلوى جوعاً و ربما منعه الجوع النوم فيخرج من بيته يطوف المدينة ، و ربما بات طاوياً هو و أهله الليالي ذوات العدد ، مات ودرعه مرهونة عند يهودي. فهل تلك النعمة هي الجاه و السلطان و الملك ؟ كلا فقد خير صلى الله عليه و سلم بين أن يكون ملكاً رسولاً و عبداً رسولاً فاختار أن يكون عبداً رسولا . دخل عليه رجل فأصابته رعدة ، فقال له صلى الله عليه و سلم هون على نفسك فإني ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة . فهل كانت تلك النعمة هي القصور الفارهة و الدور العالية ؟ كلا فقد كان بناء داره صلى لله عليه من لبن و سقفه من جريد و كانت ضيقة فكان إذا أراد أن يسجد في صلاة الليل غمز عائشة رضي الله عنها فكفت رجليها ليسجد فإذا قام بسطتها و كان الداخل يتناول سقف بيته بيده إذاً فما هي تلك النعمة التي أمر الله رسوله أن يحدث بها ؟ إنها نعمة الهداية قال تعالى : {وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى }الضحى7 قال مقاتل : يعني اشكر ما ذكر من النعمة عليك في هذه السورة من الهدى بعد الضلالة وجبر اليتم والإغناء بعد العيلة فاشكر هذه النعم والتحدث بنعمة الله شكر إنها نعمة الهداية التي منحها الله إياه فحدث بها صلى الله عليه و سلم أعظم حديث حيث أهداها لأمته في أجمل صورة و أبهاها و بذل حياته كلها لإيصالها لأمته أسهر ليله و أجهد نهاره و تحمل صنوف الأذى يحدث بهذه النعمة و يبشر بها ، حوصر في الشعب ، و رمي بالحجارة في الطائف حتى دميت قدماه و خرج طريدا من بلده و اختبأ في الغار و شج وجهه الشريف و كسرت رباعيته عليه أفضل الصلاة و أتم السلام ، لماذا كل ذلك ؟ ليزف إلى لناس هداية السماء و صدق الله : { ا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الشورى52 هذه النعمة التي ينبغي أن نفتش عنها فإذا فُزنا بها حق لنا أن فرح أعظم الفرح قال تعالى :{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58 قال الإمام السعدي رحمة الله : [فنعمة الدين المتصلة بسعادة الدارين، لا نسبة بينها، وبين جميع ما في الدنيا، مما هو مضمحل زائل عن قريب. وإنما أمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته، لأن ذلك مما يوجب انبساط النفس ونشاطها، وشكرها لله تعالى، وقوتها، وشدة الرغبة في العلم والإيمان الداعي للازدياد منهما، وهذا فرح محمود ].
أخي لقد جاء رمضان ليزف إليك الهداية المحمدية على طبق من ذهب قال تعلى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ و َبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ...َ }البقرة185
أخي لحبيب إن أعظم لذة ينبغي أن نفرح بها هي الأوبة إلى الله عز وجل و العزم الصادق على التوبة و الاستقامة على أمره .
أخي الانضمام إلى قافلة الصالحين حلم يطمح إليه أولوا الألباب فإذا كان الأنبياء عليهم السلام سألوا الله ذلك و هم قادة القوافل و هداتها أفلا ينبغي لنا أن نحلم أن نكون في ركاب تلك القوافل فاستمع إلى أنبياء الله و رسله وهم يلحون على الله عز وجل أن يجعلهم من الصالحين و يلحقهم بهم فهذا يوسف عليه السلام يقول - { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } القلم101 و هذا إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن يقول - { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } القلم83 و هذا سليمان عليه السلام يقول { وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } القلم19
فهل تستغل شهر رمضان لتنضم إلى تلك القافلة المبارك ؟ أخي إنها فرصتك الذهبية لتكون من المهتدين الصالحين المستقيمين فأبواب الجنة مفتحة فتفاءل بدخولها و أبواب النار مغلقة فتفاءل بالعتق منها و عدوك الشيطان مصفد و المنادي يناديك يا باغي الخير أقبل ، يا باغي الخير أقبل , يا باغي الخير أقبل . هيا الآن أخي الحبيب لا تسوف أعلن التوبة الصادقة لتنضم إلى القافلة المباركة . عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه مر ذات يوم في موضع من نواحي الكوفة فإذا فتيان فساق قد اجتمعوا يشربون وفيهم مغن يقال له زاذان يضرب ويغني وكان له صوت حسن , فلما سمع ذلك عبدالله قال ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله وجعل الرداء على رأسه ومضى فسمع زاذان قوله فقال من كان هذا قالوا عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأي شيء قال قالوا إنه قال ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى فقام وضرب بالعود على الأرض فكسره ثم أسرع فأدركه وجعل المنديل في عنق نفسه وجعل يبكي بين يدي عبدالله بن مسعود فاعتنقه عبدالله بن مسعود وجعل يبكي كل واحد منهما ثم قال عبدالله كيف لا أحب من قد أحبه الله عز وجل . أخي هيا نفرح سوياً بتوبتك و إقبالك على الله هيا قم و أعلن التوبة ليفرح الله بتوبتك و تفوز بحبه فإنه سبحانه يحب التوابين هيا ابتهل إليه ابتهال الصادق قل : سبحانك خالقي إني تائب إليك فاقبل توبتي و استجب دعوتي و ارحم شبابي و أقل عثرتي و أرحم طول عبرتي . سبحانك خالقي أنت غياث المستغيثين و قرة أعين العابدين و حبيب التائبين فإليك مستغاثي فاقبل توبتي و اغسل حوبتي
بذكرك يا مولى الورى نتنعم *** و قد خاب قوم عن سبيلك قد عموا إلهـي تحـملنا ذنـوباً عظيمة *** أسـأنا و قصرنا و جودك أعظم سـترنا معاصينا عن الخلق جملـة *** و أنـت تـرانا ثم تعفوا و ترحـم و حقـك ما فينا مسـيء يسره *** صـدودك عنه بل يـذل و يـندم سكتنا عن الشـكوى حياء و هيبة *** و حاجاتنا بالمقتضـى تتكلـم إلهـي فجد و اصفح و أصلح قلوبنا *** فأنت الذي تولي الجميل و تكرم ألسـت الذي قربت قـوماً فوافقوا *** و وفقتهم حتى أنابوا و أسـلموا فقلت ( اسـتقيموا ) منّة و تكرمـاً *** و أنت الذي قومتهم فتقومـوا لهـم في الدجـى أنس بذكر دائماً *** فهم في الليالـي ساجدون و قوم نظرت إليهم نـظرة بتلطـف *** فعاشـوا بها و الخلق سـكرى و نوم لك الحـمد عاملنا بما أنت أهلـه *** و سـامح و سلمنا فأنت المسـلم أخي يقول الإمام ابن القيم :[ و الله عز وجل إذا أراد بعبده خيراً فتح له أبواب التوبة و الندم و الانكسار و الذل و الافتقار و الاستعانة به و صدق اللجأ إليه و دوام التضرع و الدعاء و التقرب إليه بما أمكن من الحسنات ].
أخي اسمع إلى ربك و هو يدعوك إلى الاستجابة له و اللجأ إليه سبحانه و التضرع له فهو القريب المجيب قال تعالى : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186
أخي إنها فرصتك الذهبية فدونك كل ليلة من ليلي رمضان قال صلى الله عليه و سلم : ( إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد ) رواه ابن ماجة دونك ساعات الأسحار فربك ينزل إلى السماء الدنيا فيقول : ( هل من سائل فأعطية ؟، هل من مستغفر فأغفر له ؟ ، هل من تائب فيتاب عليه ؟
هيا أخي الحبيب إرفع يدك و قل اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بذنبي وأبوء لك بنعمتك علي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فإن ) و قل : (اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) رزقني الله و إياك التوبة الصادقة النصوح . | |
|