سنقول : اقرأ في كل وقت ليس عليك فيه واجب أو مستحب راجح...
سنتفاجأ أن كم التحصيل أكبر من أي رمضان مر من قبل!!
سنسعد بقلوب تعطلت عن الشواغل ...وقصرت شغلها وولهها بـــــــــ القرآن
سيغتسل القلب في حسن كلمات الله فيتنقى ويسمو
ستكون القلوب في خلوة وشوق...خلوة مع القرآن...في رمضان
**** **** *****
-- وللعلم طغيان!* (1)
كما ذكرتُ فإنه مما يفترض أن لنا عام كامل نطلب العلم، والعلم له طغيان
قال يوسف بن الحسين:" في الدنيا طغيانان طغيان العلم وطغيان المال، والذي ينجيك من طغيان العلم العبادة، والذي ينجيك من طغيان المال الزهد فيه"
فنحن مقبلون على رمضان ونريد أن نعمل عملا يزيل الله به أمراض قلوبنا
فهذا أوان غسل القلب من طغيان العلم
كما أن هذا أوان غسل القلب من طغيان المال!!
فيجلو القلب في رمضان بكثرة التعبد وطول القيام وكثرة التلاوة ....
ويجلو القلب في رمضان بقصر النظر عن متع الحياة الزائلة...
فقط إذا استدعيناه ليحضر معنا كل ذلك!
فتعال أيها القلب
هذا أوان حضورك، تعال وتمتع بالعبادة
تعال وناج ربك واسجد بين يديه سجدة لا ترفع بعدها رأسك**
******** *********** **********
تناقض!
أيا أختنا ما هذا التناقض؟؟؟!
تارة تحثيننا على العبادة والتلاوة والصلاة وكثرتها وخلوة ومناجاة...!
وتارة تقولين لا رهبانية في الإسلام..أحسنوا إلى أزواجكم وأمهاتكم وأولادكم..لا تتركوا الدعوة والأمر بالمعروف..استقبلوا أضيافكم بابتسامة وأحسنوا لهم!
فكيف اتفق هذا وذاك أهي خلوة وعبادة أم خلطة وضيافة؟؟!!!
فليت شعري ماذا أقول لهم : متى كانت الخلوة عن الخلق عزلة ومتى كان الإسلام للخلق جفوة؟؟
وإنما كان مفتاح المسألة أن يقال:
كل وقت ليس فيه واجب ولا مستحب راجح فبغير تردد هو وقت تلاوة وعبادة
وملاك ذلك ألا يعجز ويستعن بالله على تقديم ما يحبه ويرضاه...ويتفقد محاب ربه لا هواه ......وليحذر "أرأيت من اتخذ إلهه هواه"!
فهل زال التناقض أم لايزال لدينا عازل ناقد؟
***** ********* *********
خلوة مع القرآن تلاوة وعمل!!
قبل أن نتكلم على العمل والتلاوة اسمحوا لي بشيء من التقديم
جميعنا يعلم جيدا أن العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة
وأن الإيمان قول وعمل
قول القلب وعمله
وقول اللسان (يشترك فيه القلب)
وعمل الجوارح (يشترك فيه القلب)
فالقلب له قول وعمل وداخل في كل قول وعمل للسان والجوارح
ففي هذا الشهر آن أوان استدعاء القلب أن احضر أعمالنا وطاعتنا حتى تسجد لله سجدة لا ترفع منها رأسك
سجدة قلب خاضع محب لله
سجدة قلب يعرف من هو ربه العظيم الكريم
هكذا يتعلم المرء كيف يرتقي بإيمانه حتى يجد لذة لا تعدلها لذة بجلاء قلبه حتى يصفو فيكون كالمرآة..
ثم لا ينتظر بعدها أن يشعر بهذه اللذة فقد سمت همته وسجد لله سجدة خاضع فهو يريد أن يكون حيث يحب أن يراه مولاة ..نال لذته أو لم ينلها.
نعود لتلاوة القرآن والعمل به في خلوتنا ..
يقول يونس بن ميسرة:"تقول الحكمة تبتغيني ياابن آدم وأنت واجدني في حرفين : تعمل بخير ما تعلم وتذر شر ما تعلم"
وقد تحدثن عن جمع الآلة...وقد آن أوان العمل بهذه الآلة:
- ليتخيل كل منا لو جاهد في تطبيق قوله تعالى:" وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" أي قولا يسلمون به من الإثم
أو قوله تعالى:" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين"
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:" فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل : إنيصائم ، إني صائم لا تساب و أنت صائم ، فإن سابك أحد فقل: إنيصائم ، وإن كنت قائما فاجلس" صححه الألباني في صحيح الجامع
فهل تعلمنا طوال هذا العام تفسير آية؟ شرح حديث؟
فهذا أوان العمل به...هذا أوان العمل به
وإن الوصية لو تركت لفضل علم لتركت لذلك منكم أيا أيها القراء
ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل
فأذكركم ونفسي
مما ينبغي العناية به في رمضان
الفروض 1-
ففي الحديث القدسي: إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقربإلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته" رواه البخاري
فأول ما ينبغي أن نعتني به في هذال الشهر - بل في عامنا كله هي الفروض
وعلى رأسها : الصلاة
فلا يحسن بنا أن تكون عنايتنا بالسنن ومنها القيام أشد من العناية بالفرض
فيصلي الرجل العشاء "سريعا" في البيت ليلحق الإمام في القيام!
أو تصلي المرأة العشاء بسرعة لكي تتمكن من طول القيام
بل أول ما ينبغي أن نحرص على الخشوع وإتمام الركوع والسجود فيه هو الصلاة المفروضة
-----------------------------------
2- إصلاح الوضوء واحتساب الأجر واستحضار تساقط السيئات مستشعرين نعمة الله علينا بهذه الطهارة فقد علمنا كيف نتطهر ليطهرنا ويتم نعمته علينا سبحانه وعز وجل ثم أخبرنا أنه يحب المتطهرين.
---------------------------------
3- كثرة الاشتغال بالتسبيح لاسيما في الأوقات التي تعذر علينا فيها القراءة لأي ظرف،
وأول ذلك ما بعد الصلوات المكتوبة وأذكار الصباح والمساء والأذكار الرواتب بصفة عامة
--------------------------------
4- العمل بالآيات والأحاديث المعروفة لا سيما في الحث على حسن الخلق
مثل:
-قوله صلى الله عليه وسلم:" لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟أفشوا السلام بينكم" رواه مسلم
- تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة ." صححه الألباني في صحيح الترغيب
- أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، و صلوا بالليل و الناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام" صححه الألباني في صحيح الترغيب
- أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ، قال : ( لاتغضب ) . فردد مرارا ، قال : ( لاتغضب ) . رواه البخاري
يا الله! كم نسينا هذا الخلق، فطفقنا نغضب لأنفسنا زاعمين أن غضبنا لله!
أما آن الأوان أن نترك الغضب المذموم عموما والغضب للنفس خصوصا؟؟؟
- ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحبالمرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" رواه البخاري ومسلم
- والله لايؤمن والله لايؤمن والله لايؤمن قالوا وما ذاك يا رسول الله قال الجار لا يأمن جاره بوائقه قالوا يا رسول الله وما بوائقه قال شره" صححه الألباني في صحيح الترغيب
- لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبلنفسه" رواه البخاري ومسلم
- ليس الصيام من الأكل و الشرب ، إنما الصيام من اللغو و الرفث ، فإنسابكأحد أو جهل عليك فقل : إني صائم ، إني صائم لا تساب و أنت صائم ، فإنسابك أحد فقل : إني صائم ، وإن كنت قائما فاجلس" صحيح الترغيب
وغير ذلك من الأحاديث.
--------------------------------------
5- الصبر على القضاء والرضا بالقدر
ولا أعني هذا الصبر على الأمراض ولا الابتلاءات فيمر على كلماتي أصحاب العافية مرور الكرام. نسأل الله العافية للجميع
بل والله إن الأمر أقرب من ذلك
فإذا كسر ولدك الكوب فما يضرنا لو قلنا قدر الله وما شاء فعل؟
وإذا تعطلت السيارة في ذهاب أو إياب
أو تأخر زوجك في تلبية طلب
أو تأخرت زوجتك في اللحاق بك في ذهاب أو إياب
أو تركتك منتظرا قليلا أو كثيرا
ما يضرنا لو قلنا قدر الله وما شاء فعل؟ ونستفد بالوقت في قراءة القرآن أو التسبيح؟
------------------------------------------
6- ما يضر الواحد منا لو تألم قلبه ألما حقيقيا لإخوانه في سوريا وبورما وفلسطين ..الخ؟
فيشعر ولو لحظر في رمضان بقلبه يعتصر ألما شفقة لهم فيهيجه هذا على الدعاء الصادق لإخوانه وأخواته المسلمين
مستحضرا قوله صلى الله عليه وسلم:"مثلالمؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه مسلم
فهلا شعرنا لحظة أن ما يحدث في إخواننا المسلمين كأنه يحدث في يدي أو قدمي فأتألم له كما أتألم لجسدي وأدعو لهم كدعاء المضطر لا يجد ملجأ إلا إلى ربه؟؟
---------------------------------
7- وأخيرا وليس آخرا
العلماء تجار النوايا
وكان السلف يحتسبون نومتهم كما يحتسبون قيامهم
فإذا قصر بك العمل، فلتكن نيتك أبلغ من عملك
وإذا عملتَ فليكن قلبك حاضرا واحتسابك للأجر مجاهدة تصابر عليها في هذا الشهر الكريم
اللهم بلغنا رمضان وتقبل منا يا رحمان
يقول حفص ابن حميد دخلت على داود الطائي أسأله عن مسألة وكان كريما فقال:" أرأيت المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب؟ أليس يجمع آلته؟؟ فإذا أفنى عمره في الآلة فمتى يحارب؟؟إن العلم آله فإذا أفنى عمره في جمعه فمتى يعمل؟؟"
فالآن لنا عام نجمع الآلة وهذا شهر رمضان قد أقبل فاستخدم فيه ما جمعته من العلم في العمل!
********* ******* ************
عن قيام الليل نتحدث قليلا!
إن الله تعالى جعل الليل سكنا والنهار معاشا فإن أبى المرء إلا السهر فليكن ممن قال الله فيهم :" تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا"
فإن كان القيام في كل ليلة في العام يهيجه باعث الخوف والرجاء، يخشى الله ويرجو رحمته طمعا في عنده من الأجر العظيم
فكيف برمضان؟
شهر مبارك اصطفاه الله وجعله مَنزِل القرآن، يكرم الله فيه عباده بالعفو والغفران ويعتق رقابهم من النيران
أفلا ينبغي للطمع أن يعظم فيه؟؟!
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"منقامرمضان ، إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه ". متفق عليه
ما أجمل أن يقوم العبد من الفراش الوثير في ظلمة الليل البهيم يردد آيات الله يحدوه باعث الشوق والمحبة
تمر الآيات على قلب يناجي الرب جل وعلا، فتحرق ما به من شبهات وشهوات
ما أجمل أن يقوم حافظ سورة البقرة بها كل ليلة في صبر على ذلك ومصابرة طمعا فيما عند الله، ألم نتفق على استخدام ما جمعنا من الآلات في هذا الشهر المبارك؟؟
ما أجمل أن يقوم حافظ جزء عم به كل ليلة في صبر ومصابرة على ذلك طمعا فيما عند الله ألم نتفق على استخدام ما جمعنا من الآلات في هذا الشهر المبارك؟؟
وهنا هنا همسة في آذان الحفظة...لاسيما الحافظات من الأخوات
اللهم أعنا على القيام والصيام وقراءة القرآن
إن جزئي عم وتبارك مجموع آياتهما ألف آية
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ":من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، و من قام بمائة آية كتب من القانتين ، و من قام بألف آية كتب من المقنطرين" صحيح الجامع
فهل من مشمر يناجي ربه
يتغنى بكلامه مستحضرا معانيها عالما بفضلها
مستمتعا بتلك الخلوة
رافعا أكف الضراعة
يبتغي ما عند الله
يخشى عذاب الله
يرجو رحمة الله
يقول الشاطبي:
وإن كتاب الله أوثق شافع.......وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يمل حديثه........وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته.........من القبر يلقاه سنا متهللا
هنالك يهنيه مقيلا وروضة........ومن أجله في ذروة العز يجتلا
يناشد في إرضائه لحبيبه.........وأجدر به سؤلا إليه موصلا
لا يمل من تكرار الآيات التي حفظها يناجي بها ربه محتسبا
ويتكرر السؤال:
للنساء نصلي في البيت أم المسجد؟؟
لا شك أن صلاة المرأة في بيتها أفضل
ولكن بعض المفضول قد يتحول لفاضل في حق البعض لعارض كاليقين بترك القيام بالكلية
وإن كنا في مقام الحديث عن همة عالية ومناجاة راقية ومجاهدة ومصابرة على العمل بما تعلم طوال العام ومنها ولا شك القراءة في الصلاة بما حفظنا طوال العام، لكن لا ينبغي أن نقع في فخ يثبطنا عن الطاعة
فإن لم تستطع المرأة أن تقيم الليل في بيتها وحدها وفترت الهمم، فلتبحث عن مسجد قريب من بيتها
ولكن لو جعلت لنفسها شيء من الصلاة الخاصة فإني على يقين أنها ستجد قلبها وإيمانها في صلاتها في البيت حتى تترك الصلاة في المسجد بنفسها شوقا إلى تلك المناجاة فإن الشرع لم يأمر إلا بما يصلح به القلوب ولكل ما يصلحه
ولا أنسى ها هنا أن أذكر إخواني بإتمام الصلاة خلف الإمام حتى ينصرف لتكتب له قيام ليلة كاملة لقوله صلى الله عليه وسلم:"إنه من قام معالإمام ، حتىينصرف ، كتب له قيام ليلة" صحيح الجامع
ومن شاء بعدها أن يصلي في بيته يناجي ربي فليفعل غير أنه لا وتران في ليلة
وفقه القيام لا يخفى عليكم وله مظانه وإنما هي إشارات والله الموفق
***** ******** ********
دعوتي في رمضان!
لتكن دعوتنا في رمضان: أن اقرأوا القرآن!
كثير من الناس يشجع المنافسة بين الأبناء في القراءة
وكثير من المعلمين يشجع المنافسة بين الطلاب
فأين نحن من هؤلاء؟
إن كانت الخلطة لابد منها من رمضان فلنقلل منها بجعلها صحبة خير، بجعل من يجتمع معنا يعيش هذه الخلوة المباركة مع القرآن، فيتاح لنا الوقت للقراءة
فما المانع أن نرحب بالضيوف ثم نتنافس في القراءة؟؟ وما المانع أن يأخذ الإخوة ضيوفهم إلى المسجد للصلاة، وتؤم المرأة ضيفاتها في القيام؟
ما المانع أن نتحدث بكلمتين عن رمضان وفضل دقائقه ثم نقبل على القراءة؟؟
فإن تعذر ذلك، فإن نية المرء قد تكون أبلغ من عمله، والرفق الرفق فإنه ما كان في شيء إلا زانه.
**** ****** ******
تجربة غير مسبوقة!
هل جربت الزهد قليلا؟؟
إنها تجربة قد تكون معروفة للبعض وقد تكون غير مسبوقة التجربة للبعض الآخر..
كلامنا ليس عن الزهد البدعي ولكن عن الزهد السني
وكما قال ابن القيم: الجنة ترضى منك بأداء الفرائض والنار ترضى منك بترك المعاصي ...أما المحبة فلا ترضى منك إلا ببذل الروح!" اهـ بتصرف من كتابه الثمين : الفوائد
إن المحبة كما قسمها ابن القيم في كتاب الروح، تنقسم إلى ثلاثة أقسام
1- محبة لله ومحبة ما يحب الله ومحبة في الله وله وبه عز وجل
2- محبة طبعية
3- محبة شركية (اتخاذ الأنداد في العبادة التي هي غاية الذل مع غاية المحبة)
والمحبة الطبعية هي ما جبلت عليه النفوس من ميل طبيعي للأشياء وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- محبة يجتهد في تحصيلها السابقون
2- محبة يمارسها المقتصدون
3- محبة يمارسها الظالمون
فمحبة السابقين هي أن يستغل ما جبل على محبته طبعا فيما يرضي الله تعالى فتلتحق بمحبة الله ومحبة ما يحب الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"حبب إلي من دنياكم : النساء و الطيب ، و جعلت قرة عيني في الصلاة" صحيح الجامع
فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يحب الشيء مثلما يحبه البشر فاستخدمه في طاعة الله واستعان به على طاعة الله فكانت محابه له كمال وزيادة ورفعة.
ومحبة المقتصدين هي أن يحب الشيء فلا يستعين به على طاعة الله، ولا يحتسب الأجر في استعماله، فهو مقتصد لا له ولا عليه وعامتنا - إلا من رحم الله - واقع في هذا الباب يأخذ من الدنيا ما يحب لإشباع رغباته غافلا عن احتسابه غير متاجر به ليشتري نفسه فيعتقها من النار، ويشتري الجنة من سيده ومولاه..
لكن كلما ازداد تعلقه بالشيء كلما نقص إيمانه على قدر هذا التعلق، فهو منغمس في قضاء وطره لاهيا عن آخرته ظانا أنه طالما لا يعصي الله فله أن ينغمس في الدنيا كما شاء ويتوسع فيها كيف شاء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"فوالله لا الفقر أخشى عليكم ، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم " متفق عليه
وعن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة" متفق عليه
وأما محبة الظالمين فهو أن يستغل هذه المحاب في معصية الله تعالى، كمن أحب النساء فزنى ومن أحب المال فسرق، ومن أحب أولاده فكانوا فتنة له
فنحن نريد أن نزهد في فضول المباحات ونستغل ما نحب طبعا وجبلة محتسبين ذلك في طاعة الله
إذن التجربة هي :
كل مباح محبوب لنا ليس لنا فيه نية صالحة نحتسبها لله تعالى فهي فضول لابد أن نجتهد في الزهد فيه في رمضان
رافعين راية: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
فإن رمضان أولى الشهور بمثل هذا العمل
فهل من مشمر يفطم نفسه من ثدي الدنيا فإن أول طعامه حلو وآخره مر حتى إذا أتى الآخرة تذكر ونظر إلى عمله فتحسر
اللهم أعنا على ما تحب وترضى
********* ********** ***********
أوصيكم ونفسي!
أوصيكم ونفسي ببر الوالدين
ولو بالدعاء لهما : رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
وأذكركم ونفسي بقوله صلى الله عليه وسلم"رغم أنف ، ثم رغم أنف ، ثم رغم أنف قيل : من ؟ يا رسول الله ! قال : من أدرك أبويه عند الكبر ، أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة" رواه مسلم
أوصي أخواتي ونفسي بطاعة الزوج وحسن التبعل وتقليل الطلبات والجدال والاعتراضات
وأوصي إخواني بمراعاة الزوجة والتلطف لها فإنهن عوان عندكم خلقن من ضلع أعوج فلا تجتهد في تقويم الاعوجاج فتكسرها بل استمتع بعوجها تستقيم لك الحياة.
وأذكر نفسي وإخواني وأخواتي
أن المؤمن سهل هين لين سمح الأخلاق
فلا يشغلن زوجا زوجه في رمضان ولو بشيء من كدر أو همّ
أوصيكم ونفسي بالصدقة
ولو من طعامنا شيء يسير يفطر به صائم
فمن لم يجد فأبواب الصدقة واسعة
ففي صحيح مسلم عن أبي ذر الغفاري:"أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ! ذهب أهل الدثور بالأجور . يصلون كما نصلي . ويصومون كما نصوم . ويتصدقون بفضول أموالهم . قال : " أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحة صدقة . وكل تكبيرة صدقة . وكل تحميدة صدقة . وكل تهليلة صدقة . وأمر بالمعروف صدقة . ونهي عن منكر صدقة .
وفي بضع أحدكم صدقة " . قالوا : يا رسول الله ! أياتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : " أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرا"
وروى عنه أيضا: يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة . فكل تسبيحة صدقة . وكل تحميدة صدقة . وكل تهليلة صدقة . وكل تكبيرة صدقة . وأمر بالمعروفصدقة . ونهي عن المنكر صدقة . ويجزئ ، من ذلك ، ركعتان يركعهما من الضحى
أوصيكم ونفسي بالصدق وعفة النفس
أوصيكم ونفسي بتفقد القلب
أوصيكم ونفسي بكثرة الاستغفار
أوصيكم ونفسي أن نوقن أننا لا حول لنا ولا قوة إلا بالله
وأن ما نعزم عليه ونهِم من عمل في رمضان لن يستقيم إلا بحسن الاستعانة بالله
فلنفتقر إلى الله أي عباد الله، ولنرفع أكف الضراعة نستغيث بربنا : اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
فإن أحدنا لا يستطيع أن يحرك لسانه بذكر إلا أن يشاء الله، فليعرف كل امرء قدره وليستعن بربه على نفسه، فإن ربنا غفور شكور، يأمر الأمر ويعين عليه ثم يكرم عبده بحسن الأجر
أوصيكم ونفسي بحسن الظن بالله
فيعرف العبد أن الله عفو كريم يحب العفو فيؤمله
ويعلم أن الله شديد العقاب فيحذره
فهو يرجو رحمته ويخشى عذابه، يؤمل في كريم عفوه ويعلم قدر ربه ومولاه وقدر نفسه
يدرك أنه عبد عاجز، وأن مولاه قوي قادر
أوصيكم ونفسي بليلة القدر وتحريها
والدعاء فيها بإقبال وإخلاص للمسلمين في شتى بقاع الأرض
أوصيكم ونفسي بإخفاء الأعمال، كما يخفي البخيل المال
وذاك أول طريق الإخلاص فاحذر دقيق الرياء بقولك متضرعا لربك: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ما نعلم ونستغفرك لما لا نعلم
أوصيكم ونفسي ألا ننظر خلفنا ليلة العيد لنحدث أنفسنا أننا قد فعلنا كذا وكذا
فما كان من خير فمن الله وما كان من تقصير فهو حري بالعبد ولابد من تقصير والله يجبره بعفوه وكرمه
فقد صفد لك الشياطين وأعانك على نفسك ورغم ذلك فرطتنا وقصرنا ولكننا في عفو ربنا مؤملين
اللهم تقبل منا اللهم تقبل منا
اللهم إن لم نكن أهلا لرحمتك فرحمتك أهل أن تصل إلينا
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اتمني ان يكون الموضوع اعجبكم ولاتنسونا من صالح الدعاء
للتواصل عبر الفيس بوك
https://www.facebook.com/srkht.ndm?ref=tn_tnmnhttps://www.facebook.com/aljenral.tito?ref=tn_tnmnولاتبخلو بالرد