ما سبب فتور لهفة أطفالنا من المدرسة؟

سؤال:
يتشوق جميع الأطفال ويتلهفون لساعة افتتاح السنة الدراسية. يترقبونها بفرح. بعد دخولهم إليها وفي أقل من شهر تنطفئ تلك الرغبة. ما الأسباب وكيف أجعل طفلي يتقبل النهوض نشيطا صباحا ويقبل على مذاكرته بفرح ورغبة؟

الجواب:

من الصعب علي أن أساعد لأن نظام المدارس ما زال على حاله من أجيال. يلزم التطوير بنهضة حديثة تنافس الانقلاب التكنولوجي الحاصل اليوم. بما أن التغيير لم يحصل حتى اليوم فسأحاول المساعدة قدر المستطاع.

من أهم أسباب خيبة أمل الطفل من المدرسة هو ما كان يتوقعه منها قبل دخوله وما أصبح يواجهه في واقعه بعد انتمائه إليها. على المسؤولين جعل حياة الطفل في المدرسة أكثر حيوية من خلال التنويع بالأساليب وبالامتناع عن أسلوب التلقين الرتيب الجاف. من أهم حاجات الطفل هي المعرفة. كلما شعر الطفل بالمتعة أثناء بحثه واستطلاعه كلما تأججت رغبته أكثر وزادت لهفته على حب المدرسة.

ماذا عن المعلم المتميز وبرنامج الطفل التعليمي؟

يحتاج الطالب لمعلم مرح وسعيد يمارس مهنته بشغف، متعدد المواهب، غني بمادته التدريسية وموهوب بأسلوب تعامله وبعلاقاته الاجتماعية الإيجابية. إن توفر للطالب مثل ذلك المعلم فسوف يطلب الذهاب لمدرسته وسوف ينهض باكرا يوميا. للبرنامج التعليمي أيضا دور هام خاصة في التقليل من تراكم ساعات جلوسه الثابتة والتكثير من ساعات أنشطته التعليمية الحركية التي هدفها البحث والتنفيس في بيئة تربوية مناسبة. بالإضافة لذلك من المهم الأخذ بعين الاعتبار فروق الأطفال الفردية في كل مجال من مجالات حب المعرفة والاستطلاع.

ماذا يحتاج الطالب للتغلب على صعوبة واجباته ووظائفه التعليمية؟

يا حبذا لو أعطى كل معلم طلابه وفي الدقائق الأخيرة من كل حصة تعليمية العمل بمجموعات لحل وظيفته. التعاون والمشاركة في حل الوظيفة التعليمية مع الأصحاب في المدرسة لها العديد من الفوائد الاجتماعية، التعليمية وأيضا المتعة.
بما أن حال وظائف المدارس لم يتغير فعلى الأهل ترغيب أطفالهم بشأن مذاكرتهم اليومية بحوافز كي لا تفتر لهفتهم. لا للترغيب المفتوح من غير ربطه بشرط قيامه بواجبه. الترغيب المشروط يجعل الطالب أكثر تنظيما لأنه يتدرب على التوفيق بين واقعه التعليمي ورغباته. بعد كل إنجاز-واجبات، وظائف تدريبية، مذاكرة، انتظام- يتلقى ترغيبا مناسبا. لا لنوع واحد من الترغيب. هناك أنواع من الترغيب والحوافز المعنوية والمادية. نعم للترغيب المتعلق بالفروق الفردية بين الأطفال. تلك هي مهمة الآباء وأيضا مهمة المعلمين وذلك كي تدوم لهفتهم ويزداد تأجّجهم لحب مدرستهم.

ماذا عن نفور الطالب من غرفة الصف وماذا عن البدائل المطروحة أمام المعلم؟

بما أن مبنى المدارس لم يتغير، وحسب قانون وزارة المعارف يجلس عشرات الأطفال في الغرفة حتى نهاية دوامه. في مثل تلك الظروف تنعدم إمكانية المعاملة الفردية والخاصة. تلك أسباب لضغوط حتمية تصعّب على المعلم التعرف على حاجات كل طالب وتصعب على الطالب الكثير. في تلك الظروف يشعر الطالب بفقدانه القدرة على التغيير لمواجهة صعابه. إزدحام الأطفال في غرفة واحدة مع تراكم ساعات تواجدهم فيها يوميا عامل محبط وكأنه قدر حتمي. هنا على المعلم إيجاد مثيرات تعليمية متنوعة خارج غرفة الصف بهدف التغيير كبديل صحي ومفيد.

هل البرنامج الدراسي اليومي والثابت له تأثير سلبي وما الحل؟

لائحة ترتيب الحصص على الغالب لا تستجيب لحاجات الطفل. أحيانا ولأسباب خاصة لمراعاة ظروف المعلمين يقع الطفل ضحية برنامج دراسي يومي سيء وغير مناسب. يفتتح الطفل يومه مثلا بحصة الرياضة البدنية. بما أن مدارسنا تفتقد لقاعات استحمام لازمة وضرورية، فيضطر الطفل للجلوس في غرفة صفه المزدحمة برائحة عرق ورطوبة جسمه حتى نهاية الدوام. عليه أن يبقى مصغيا ومتعاونا وكأن جسمه غير مرتبط بأحاسيسه وذهنه. تنطبق تلك القاعدة أيضا على مواد تعليمية تحتاج منه لتركيز وجهد عقلي في حصص وقعت في نهاية دوامه اليومي المتعب. على الإدارة أخذ تلك المصاعب بعين الاعتبار وترتيب برنامج دراسي يكون على رأس سلم أولوياته حاجة الطالب وفائدته قبل أي ظرف آخر غيره.

ماذا عن المنهاج التعليمي الثابت وما الحل الصحي؟

المنهاج هو عبارة عن مجموعة مواد تعليمية ثابتة من الواجب تدريسها للأطفال خلال سنة دراسية. تقييم تنفيذ ماهية تعليم مواضيع المنهاج ينتهي باختبارات موسمية. في ظل تلك الظروف يجب أن يأخذ هذا المنهاج بعين الاعتبار فروق قدرات الأطفال، ميولهم وسرعة تعلمهم الفردية. تلك عناصر أساسية للمنهاج التعليمي الثابت الذي يتناقض معها والذي يؤثر على شغف الطفل وعلى جودة تحصيله.

حكاية شعبية تؤكد طلب انقلاب ( من كتابي نعم للتربية الإيجابي):

"يحكى أنه في إحدى الغابات تقرر إقامة مدرسة للحيوانات. تشكلت لجنة خاصة تتكون من طاقم من الحيوانات المتنوعة لوضع المنهاج التعليمي للمدرسة الجديدة. من بين أعضائه الأرنب، العصفور، القنفذ والسمكة. عند تحديد المواد التعليمية لمواد المنهاج أصر الأرنب على إدخال مادة تعليم الركض والسباق لأنه رأى بها أهمية أساسية لتعليمها لجميع الحيوانات، وكان كذلك. عندما أتى دور العصفور طلب أن يضم مادة تعليم التحليق والطيران وذلك لأنه يرى بأنه يجب على جميع الحيوانات إتقانها. أما القنفذ قد أصر على إدخال مادة الحفر والتسلل لأعماق الأرض، وكذلك السمكة اهتمت بمادة السباحة والغوص في أعماق البحار باعتبارها مادة تعليمية ضرورية لجميع الحيوانات. بعد ترتيب البرنامج اليومي لتطبيق المنهاج بدأت المرحلة التعليمية.

في مادة العدو والسباق أتقن الأرنب التعلم وأحرز نجاحا ممتازا، بينما لم ينجح حيوان آخر مثله بتلك المادة، ولكن عند تعلمه مادة الطيران تكسرت سيقانه وأصيب بصدمة عنيفة في دماغه سببت له إعاقة دائمة. هكذا أيضا حصل للعصفور الذي أتقن مادة الطيران ولكنه عندما حاول جهده القيام بعملية الحفر تكسر منقاره وجناحيه فأصيب بإعاقة دائمة قد منعته من التحليق...
تلك حكاية تتطلب من جميع العاملين بالتربية والتعليم المبادرة وإحداث تغيير أو على الأقل التوقف عن لوم الطفل أو تعنيفه والتزام أسلوب الترغيب.

» أطفالنا وعشر ذي الحجة
» حببي طفلك في القراءة‏‏ قبل المدرسة
» ثلاثة أطفال يقتلون زميلهم في المدرسة
» السن المناسب للمدرسة, انسب سن لدخول المدرسة
» مشاكل النوم عند الاطفال , لماذا ينام الأطفال في المدرسة